مشتاق طق كفوف

"بدايتي مع الألم".

كنت صغيرةً وفي عمر البراعم عندما اختارني القدر أن أكون مختلفةً عن غيري بالشكل.
لن أسأل لماذا أخترتٌ أنا وليس غيري.
لن أسأل لمَ لمْ أتمكّن من أن أعيش طفولتي كالباقين.
لن أسأل لمَ أنا موجودة هنا بعيدة عن أهلي، أنا الطفلة المدلّلة التي ما فارقت أهلها قبلاً.
ولكن ما أعرف جوابه هو أنّه صحيح أنّ جسدي يختلف عنهم، لكن نفسي وعقلي وروحي وإيماني تزداد يوما بعد يوم، طيبةً وإحساساً، لا أنكر أنّي في مرحلة ما تذمّرت ورفضت وضعي وحالتي، خصوصا أنّي كنت أفكّر ما إذا كان يحقّ لي أن أحلم بأمور جميلة مع إنّي كنت على ثقة بعدم تحقيق شيءٍ منها، ففضّلت أن أضع حدّاً لأحلامي وطموحي وأن أفكّر بعقلانيّة ومنطق، وكان الّله دائما إلى جانبي يساعدني لأدرك أنّ الإنسان بلا أحلام وطموح هو إنسان لا مستقبل له، كما أنّ الإنسان الكثير الأحلام والطموح لا يصل أيضا لشيء.
وها أنا أحقّق أهمّ حلمٍ في حياتي، هو تخرّجي من المدرسة ودخولي إلى الجامعة.
سنين وأيّام وساعات من الألم لن أنساها في حياتي إلى أن إنضممت إلى بيت الكفاءات حيث كانت العناية، الحنان، العلم والثقافة والعيش المشترك مع إخوتي وأصدقائي، طبعاً ذلك تمّ بفضل عائلة لا أعرف أن أصفها ولن أستطيع لأنّ جميع حروف الأبجديّة لا تكفي لأكتب وأكتب لهم ولأعبّر لهم عن شكري وتقديري لما فعلوه من أجلي.
ففي قلبي حروف أكثر معدّة ومخصّصة لأن أشكر الأبّ الكبير الطيّب القلب الحنون والإنسانيّ الأستاذ "نديم شويري" وعائلته الذين كانو السّبب الأوّل والأخير لأن أدخل مدرسةً مخطلةً كلّ واحدٍ فيها يساعد أخاه مهما كانت إعاقته بعد أن إعتقدت أنّني فاشلة ولا أجيد نفعاً.
شكراً للسيدة "ليلي شويري" التي كلّما مررت بجانبها كانت تكلّمني ضاحكة ومطمئنة ومشجّعة.
ولن أنسى الأستاذ "رئيف شويري" الذي يكمل مسيرة والديه في تأمين ما يلزم وما يلزم فعلاً لنكون أشخاصاً فاعلين في المجتمع، كلّ واحد منّا يستطيع أن يقف أمام الجميع ويقول بكلّ فخرٍ نعم أنا "معاق" ولكنّي نافع ولي حياتي ووجودي.
أمّا الأستاذ "ربيع" والآنسة "ماري" فهما شخصان تركا أثراً وبصماتٍ كبيرة في قلبي أحببتها بكلّ صدق وأقدّرهما كثيراً لأنّهما أشعراني بأنّي نافعة وقويّة وساعداني على أن أثق بنفسي.



لم يبقَ لي سوى أن أعتذر منكم فرداً فرداً، إذا ما صدر منّي شيئاً أزعجكم طوال هذه السنوات، ولكنّي على يقين أنّكم طيّبون وسوف تسامحونني والّله وحده يعلم مقدار محبّتي وتقديري، فأنا لن أنساكم طالما أنا على قيد الحياة لأنّكم كنتم السّبب في إرجاع الحياة لي.

زادكم الّله إندفاعاً وقوّةً وحبّاً للمساعدة
وشكراً.

"حاجي يا حالي"

حاجي بكي حالي على حالي
وتلطم خدودي كفوف يا غالي

العندو فرح مهموم والمسموم
وبيتغسلوا زومين أحوالي

حاجي بكي حالي على حالي
وتتذكّر الأيّام آمالي

يلّلي كان حبو عايش بروحي
راح وتركني طيف ل حالي

حاجي بقى تبكي على الأحباب
ضل الصدا مرسال لخيالي
حاجي بكي وتفجير بالآهات
عاناس مش عم يخطرو ببالي

ما بيستحقّوا رفيق طيفو رقيق
ولا كون حتّى خادم الوالي

حاجي بقى تبكي على الأطلال
مع ناس قلبون بالحقد مالي

مع ناس ما بيستاهلوا حبّي
ولا في بشر بالكون كلّو بشوف
بيسمح لحالو يحبهن بدالي.

عزيزي copilo أنا مقعدة ولا أستطيع السير وإضافةً إلى ذلك أكتب بفمي ومع هذا كلّه تعلّمت ووصلت إلى الجامعة وها أنا لآن أعمل في مؤسّسة محترمة وكلّ ذلك بفمي وأنا أشكر الّله على كلّ ما أعطاني وأشكرك أنت أيضاً لإجابك لما أكتب وذلك يشجعني لأكتب أكثر وأكثر ولكن هل أستطيع أن أعرف عنك أكثر؟ إن لم يكن هناك إزعاج وشكراً جزيلاً.