باصين صوب جبيل

باصين صوب جبيل-

من الحاضر..

باصين صوب جبيل كانو طالعين***واحد على الشمال واحد عاليمين

و طيش السواقة تْمرّد عْلى الأتوستراد***و تحوّل الراكب ضحيّة سايقيين

و توزّعو الناس عْلى هالمستشفيات***و لِم وصّلو صارو يعدّو الوكالات...

شي لحّقو حظّو بحمّالة جريح***شي مات بالإسعاف شي من قبل مات

و بغرفة المشفى المعونة ناقصة***و عالتخت عم تنزف و تدمع أرملة

و عا جنبها بتختين كان في راقصة***أربع خمس خدشات.. بس المشكلة!

للراقصة ..الدمات أرخص من الميّ***و متْبرعين تهافتو شمال و يمين

و دْكاترة عالحرقصة لولا شوي***كانو إجو و وقفو ورا المتبرعين!!

و الأرملة يصيح الوجع جوّاتها****و عزريل يتمختر على جنباتها

و ماتت..لا ورتة و لا وصيّة بعدها***إلا على الشرشف حبر دمّاتها

و عالظهر بتلاقى بطفلها المنشجي***من المدرسة راجع بلهفة ملوهجة..

تا يعلّق عْلى الباب "مرحى الإمتياز"***بسرعة قبل ما تفتحو "الماما" و تجي

و الله حلو كتير يا اخ ابراهيم شو هالابداع شي بيمجد الخالق الله يقويك

شكرا كتير خيي إيلي... من ذوقك!!

و الأرملة يصيح الوجع جوّاتها****و عزريل يتمختر على جنباتها

و ماتت..لا ورتة و لا وصيّة بعدها***إلا على الشرشف حبر دمّاتها

عزيزي ابراهيم، لقد اصبت كبد الحقيقة، فكانت أبياتك الشعرية تكتب قصة موجعة ولكنها من صميم الحياة، وكانت بعض أبياتك صرخة مدوية تحت شعار " خير الكلام ما قل ودل".
توقفت طويلا عند التأمل في الواقع الذي وصفته، وهو مزرٍ على جميع جهاته:

و بغرفة المشفى المعونة ناقصة***و عالتخت عم تنزف و تدمع أرملة

و عا جنبها بتختين كان في راقصة***أربع خمس خدشات.. بس المشكلة!

1- شعب تقتله السخافة، فيتمحور تفكيره في مظاهر خادعة، وينبطح أمام فنان ما، قد لا يُجيدُ أو تُجيدُ من الفن سوى الظهور البراق على الشاشات التي رفعته أو رفعتها من حقيقته أو حقيقتها إلى حقيقة عيوننا المخدوعة.
2- شعب لا يقدر العمل السامي في خدمة الملهوف وهو بذلك ينأى بنفسه عن الشعوب الراقية.
أحسنت أيها الشاعر والأديب، لا بل أجدت، وخير كلامك ما قل ودل...

ولا أوارب إذا قلت لك: ننتظر المزيد من حقيقة مرة تنسكب قطرا وشهدا من بين اناملك أبيات تُقرأ مرة ومرتين وثلاث...

خجلتني والله يا أب حنا...تحياتي القلبية إلك

!!