أول شاعر زجلي لبناني

المطران جبرائيل ابن القلاعي (1450 – 1516): رائد شعري ومؤرخ ولاهوتي مبّشر.
كان أول مَن نظم الشعر باللغة العامية اللبنانية، أي أنه كان فاتحة الزجل اللبناني.
انتمى إلى الرهبنة اللاتينية الفرنسيسكانية ومع ذلك رسم اسقف على ابرشية قبرص للموارنة وله مقالات دينية وقصائد شعرية لا يخفى عنها الأثر السرياني.
اول ما يتبادر الى اذهاننا عندما يتوهج فيها اسم ابن القلاعي، هو زجلياته التي تربو على آلاف الابيات مؤرخا فيها احداث ذلك الزمن على الاصعدة الانسانية والمسيحية المارونية، وبنوع خاص ما عاناه الموارنة من الخصوم والحلفاء على السواء، وايضا ما عانوه من الشقاقات فيما بينهم،.
لابن القلاعي عشرات المؤلفات منها ما ظهر الى النور وبعضها الآخر لا يزال مخطوطا وهي موزعة بين اللغتين العربية والكرشونية وموجودة في اكثر من 14 مكتبة في بعض بلدان الشرق الاوسط لبنان، سوريا، مصر، كما على امتداد خريطة القارة الاوروبية (الفاتيكان، ايطاليا، فرنسا، المانيا، بريطانيا).
ابن القلاعي المتجذر من بلدة لحفد في قضاء جبيل، تحول الى الفرنسيسكانية وصاغ فكره اللاهوتي في ايطاليا قبل عودته الى الشرق.
صحيح أن الشاعر اللبناني الأول أي ابن القلاعي ترك زجليات تروي قصة الموارنة ومآثرهم وتعتبر أعماله المصدر الأقدم لدراسة تاريخ الموارنة. ولكن كان لا بد من انتظار القرن السابع عشر ليظهر كبير مؤرخي لبنان والمشرق وهو البطريرك اسطفان الدويهي الأهدني المتخرج من المعهد الماروني في روما والذي ترك تراثاً نفيساً من المؤلفات أهمها «تاريخ الأزمنة». وتبعه يوسف السمعاني وميخائيل الغزيري ثم حنانيا المنيّر والأمير حيدر الشهابي للوصول الى المطران يوسف الدبس.
ونضع هنا بعضا من قصائد وأبيات المطران جبرائيل ابن القلاعي باللغة العامية:

وجا من ناحية أخرى ضربه ++++ ناس من حوران سكنوا العربه
والموت جابوه في قربه ++++ سكبوه على أهل حبل لبنان
رزايا يعاقبه في الجبه ++++ ورزايا يواننه في العربه
المقدم تحت حروم صعبه ++++ لأجل الوظيفة والحلفان
وكل الشعب ثبت ضده ++++ ومن الطاعة حلون جنده
وصار مخزي محروم وحده ++++ تلطى من قوم طغيان
وسمعوا بالحروم الاسلام ++++ وكان عسكرهم في الشام
وقد جاوا لطرابلس قوام ++++ ولا وقف قدامهم انسان
وثبتوا يحاصروا الأسوار ++++ ست أشهر كشفوا الأسرار
ان الله لأجل الأشرار ++++ يعطي طرابلس لحمدان
قسيس جاهم من مار آسيا ++++ واخبرهم بكل الآشيا
في سوباط تموت الاحيا ++++ بسفك الدم من يد حمدان
جاون الاسلام على غفلة ++++ وجدوا الابواب منقفلة
والنار في البيوت منشعله ++++ ولا صامد غير الحيطان.

ونضع هنا أيضا بعضا من أبيات ابن القلاعي وردت في كتاب الخوري حنا كرم " برحليون وسيدة ديرونا، ص 30 -31، وهو يصف فيها حال الموارنة وبعضا منهم قد تبع البدع والانشقاقات في العقيدة القويمة، فقال:

ابليس أب كل الطغيان ++++ نظر شعب مارون فرحان
حسدو وأرماه في أحزان++++ لأجل اثنين كانوا رهبان
كان الواحد من يانوح ++++ والتاني من دير نبوح
أكرزوا بسر موضوح ++++ تكلم بهم روح شيطان
قالوا المسيح ليس له نفس+ ولا طبع يتحمل ويحس
ولا منطيع كرسي بطرس ++++ فجل إنه على ذا السلطان
سمع البابا بعصاوتهم ++++ أرسل قصاد توعظهم
البطريرك ليس راد يقبلهم+ وكان اسمه لوقا من بنهران
كثر الشر وصار غرضبن ++++ وصار الانشقاق من أجل اثنين
في ذا السبب أبنو برجين++ وقسموا الملك بتلك الآن
سمع بذالك السلطان برقوق+ وانفتح له باب كان مغلوق
أرسل عساكر تحت وفوق ++++ تحاصر في جبل لبنان[/color]