مجد الشعر وبحر الزججل

سليمان طراد :
مجد الشعر مختفي

مجد الدني بيزول وبتبقى الصفا
ومجد عنا بعيد من مده اختفى
كيفك يا مجد وكيف ها الغيبه معك
عندك سبب معروف أو قلة وفا

مجد الشعر :

لا تسأل المجروح عن حجم الألَم
و لا تلوم شاعر فز بالبُكرا حَلَم
بقِلّة وفا….ما بريد اسمي ينظلَم
و عجبال شعري غصب نكّست العلَم
و هاك البصيرة دفنتها بقبر الوحي
و بغربتي يا بحر يتّمت القلَم

سليمان طراد:
بالغرب متنا خلف خط الإستوا
مش بس انتي كلّنا بناكل هوا
تركنا الوطن نحلم ببكرا والهوى
تشيطن علينا بالجمال وبالغوا
وع قد ما بنتجاهل الجرح الغميق
بيضل أرز الرب يا مجد الدوا

مجد الشعر :
نحنا قمح و القمح ما بعمرو فسد
فينا النقاوة حصرمة بعين الحسد
و لولا عا غير بلاد طيرنا الهوى
منبقى بأرض لبنان روح بلا جسد

سليمان طراد:
نحنا الحلم فتّح بغربه جروحنا
طواحين ها الإيام طحنو طموحنا
روح وجسد وببلادنا مات الضمير
يا ريت فينا ننفصل عن روحنا

مجد الشعر :
من أرض فيها الأرز عالقمة نما
و السحر بين ربوعها الخضرا رتما
لبنان قطعة من السما … قال الوديع
و نفوسنا عالأرض من قطعة سما

سليمان طراد:
يا مجد عارف ك..ا... الاغتراب
فيه الحياة معذبه وهم وخراب
لبنان مش قطعه سما شبعنا حكي
لبنان بالنسبه لنا صفى سراب

مجد الشعر :

مبارح سرقني النوم و الضو نطفى
و تعبِت قلامي و غَط حبري بالغفى
و اليوم لما وعيت من سَكرِة صفا
حملت اليراع و جيت عالورقة حفا
اكتب تا قلك بعد ما قريت الجواب
عندك حنين و بس ما عندك وفا

سليمان طراد:
رجعنا نكذب ع الحنين وع الشعور
ونبكي ع كذبة ها الوطن خلف البحور
شو نسيت شو تعذبت ببلادك وسور
كسرت لما جيت ع الغربه بسرور
لكن انا وياك غشما وللاسف
بنرجع متل ما بيرجعو باقي الطيور

مجد الشعر:
ختلفوا المطارح .. بس ما ختلفوا العهود
و كلما مسير العمر قرّب عالشوار
منحلم تا نختم عمر عالضيعة نعود
مطرح ما بلش عمرنا بأول نهار

سليمان طراد:
شايف اذا ببلادنا القبر انحفر
بنقوم تالت يوم نشكي من الطفر
مش بس مش رح نندفن ببلادنا
بدنا الموت نحملو بشنطة سفر

مجد الشعر :
الحامل الشنطة …و صار عبلادو غريب
غير الأصيل الشال من أرضو كَفن
و من صدر إمو كتر ما راضع حليب
مطرح ما ناموا الأهل وصّى يندَفن

سليمان طراد:

عن اهلنا لا تجيب سيره بس فوت
ع الذكريات القاتله بتعطي سكوت
هني اندفنو بالوطن انت وانا
من الصعب نعرف وين بكرا رح نموت

مجد الشعر :
من موت حتى نفل يا بحر بسكوت
و نسكن بغير بلاد و نعمر بيوت
و بكرا عدرب العمر و حدود الحياة
من موت حتى بأرضها نرجع نموت

سليمان طراد:
ما كان بدي ننبش بها الذكريات
ولا خود سيف بيدبحك او سبف هات
كان القصد نَوعا سوا من الهلوسات
ونعرف حقيقتنا وبدون مجاملات
وحدو الوطن بجروحنا بيعمل شريك
الغربه شريكه بالحياة وبالممات

مجد الشعر:
عيف الوطن و الحب عيف المملكي
و دق النفير و خفف شوية حكي
بيني و بينك أعلن الحرب الضروس
و شَمِّر زنود الشعر صوب المعركة

ختام سليمان طراد:

انا ما جيت ع الغربه برضايي
جبرني الفقر هي كل الحكايي
وكتر ما كنت ابرم ع وظيفه
قضيت الشبشبي رايح وجايي

ولأنو عيشة المفلس مخيفه
كنت بضيعتي عايف سمايي
هجرت من الوطن متل القزيفه
وما تطلّعت صدقني ورايي

دخلت عا بلاد مقبوله وظريفه
وتعذّبت نتفه بالبدايي
ولأنو نيتي بيضا نضيفه
نجحت وصرت اضحك ع شقايي

وبعد ما حلّت الأزمه العنيفي
الوضع تراجع تدهور كفايي
يمكن كانت عيوني كفيفي
بقيت بها البلد من دون حمايي

وفايي يا مجد خدتو حليفي
وتا اشكر فنزولا بدون غايي
وحق القدس والكعبه الشريفه
شكرت الرب انّي بفنزولا
واذا الغياب بدها تفل كلا
انا رح ضل فيها وحق الله
الكل يفل لكن من عدايي


ختام مجد الشعر :

أنا يا بحر ضبيت الشناتي
و على لبنان بكرا الصبح آتي
لأنو بغربتي ما قدرت إقنع
حنين الروح يمشي عا سواتي

و لأنو بداخلي في حب أمنع
لجو بلاد محفورة بذاتي
أنا اللي الفاتحة تعودت اسمع
و عا صوت جراس صلّب بالتلاتي

و عا لقمة عيلتي بطلت إفزع
لأنو الخير هزهزلي ثُباتي
و عا قمّة كلمتي قررت أطلع
عا جنب الأرز تا إغرس ثَباتي

و تا إرجع حرف مع قدموس أسطع
و على الصفحات خَلِّد معجزاتي
عباية غربتي قررت إخلع
و تا ترجع ضحكتي من بعيد جايي
بأرض لبنان تا إختم حياتي