جئتُ أصلّي فيكم

ها أنذا
جئتُ إليكم
من أولِ حرفٍ في الكونِ
ومن أولِ وهجٍ عشتاريٍ
من صوتِ إنانا
من ليليتَ
إلى أفروديتْ
جئتُ إليكم
من أولِ دفترِ شعرٍ
من أولِ نبضةِ قلبٍ
جئتُ إليكمْ
من أول دمعةِ غيمٍ
في فرحِ الشّعرِ العربيّ

***

جئتُ أصلّي فيكمْ
أحملُ صوتَ الحبِّ شعارا
أُنشدُكُمْ صوتَ شروقِ الشّمسِ
وأُسمِعُكُمْ هذي الليلةَ
بعضَ تراتيلِ العشقِ
شعاعاً ومنارا
حيثُ نزارُ يعانقُ موجَ أمانينا
بالحبِّ يبلّسِمُ أوتارَ أغانينا
ويرتـّلُ أشعارا
ويمارسُ كلَّ طقوسِ الشرقِ
وكلَّ طقوس العشق
وكل طقوس الشعر
ويكْبُرُ في الفجرِ
وفي اللّيلِ وفي الصّبحِ
تعالُوا نُصبحُ سمّارا
حيثُ أصلّي فيكمْ

***
أتلو شيئاً من أشعارِ الحبّ
أغنّي زمناً من عمرِ الفلّ
ألملمُ طيباً
أقطفُ أقمارا

***
أشعارُ الحبِّ
طقوسُ الحبِّ
وطيفُ الحبِّ
حلم تعشقُهُ حواءُ
وتصبحُ فيه امرأةً لا أحلى
وأنا امرأةٌ مثلُ جميعِ نساءِ الأرضْ
والمرأةُ في شرقِ الأرضِ وفي الغربِ
تمارسُ بهجتَها
وتعانقُ كلّ أنوثِتها
وتصيرُ كموجِ البحرِ
أمامَ الشمسِ
إذا سمعتْ همساً
أو هزّ أنوثتـَها بعضُ كلامِ الحبّْ

***
جئتُ أصلّي فيكم بعضَ الوقتِ
وفي حضرةِ هذا النّورِ الشّعريِّ
سأزرعُ فيكمْ لحظةَ حبٍّ
فأنا من مملكةِ الوحيِ
ومن عبقِ الشّامِِ
ومن بيروتَ الأنثى
من الغزلِ الشّعريِّ
ومن مملكة نزارْ
فخذوا موسيْـــقى قلبي
غنّوا آنآءَ اللّيلِ
وساعآتِ الصّبحِ
وأزمنةَ الوقتِ
ومدّوا روحي فيكم
ليلَ نهارْ
فأنا حرفٌ يتألّـقُ دونَ روتوشٍ
دون توابِلَ
دون بَهَارْ

***
قدْ يستغربُ من يسمعُ صوتي
من يقرأُ حرفي
كيفَ أغنّي في هذا العصرِ العربيِّ
وكيفَ يمرٌّ كلامُ الشّعرِ
على نبضِ القلبِ
وكيفَ إذا مرَّ الحرفُ على شفةِ الحُلْمِ ... يغارْ ؟.

***
من أينَ يجيءُ الشّعرُ
إذا لمْ نفتحْ للشّعرِ شبابيكَ الأعمارْ ؟
من أينَ يجيءُ الوحيُ
إذا لمْ نفتحْ للحريـّةِ ثـُقباً في كلِّ جدارْ ؟
من أينَ تجيءُ الخُضرةُ
إنْ بقيَ القحطُ يعرّبِشُ كالطّحلُبِ في فكرِ الأحرارْ؟.

***
يا سمّاري
جئتُ لكيْ أُرشدُكُمْ للشّعرِ
لأكتبَ منكمْ
باقة شعر
كي أنقلَ عنكمْ
كلَّ قصائدِ أشعاري
كي أتحولَ فيكمْ رقصةَ سامبا
فوقَ ضفافِ الفلتافا*
وأسيرَ مسيحاً
فوقَ مياهِ النّهرِ
وأشربَ منكمْ خمرَ الشّعرِ
فهذي براغُ
وهذا دفترُ شعرِ الكونِ
اليرقص طرباً
وسأجعلكم تلتحفون بهاء نزارٍ
في أزهار اللّوز
ترونَ الحبَّ على كلِّ جدار
في ساحة فاتسلافَ *
وفي شارعِ باريسَ *
وفي هرادتشاني *
في بوحِ النّهرِ
وفي تغريد كنارْ

ثناء البيطار - حيدر -
براغ 29/4/2008