أمعقول أن يقول ذلك المسيح?!!

أمعقول أن يقول ذلك المسيح?!!

كثيرون طرحوا السؤال? كثيرون تعجبوا? كثيرون تحيروا? والكثيرون اتهموا، وغيرهم ربما رفع يده مستسلماً

" لا يُحسن أن يؤخذ خبز البنين فليُلقى إلى صغار الكلاب"
هل معقول أن يكون يسوع المسيح قال ذلك? سأل البعض!!
لا بد أن القصد غير هذا? قال غيرهم.
لا! لا! ليس هذا الكلام ليسوع? أنكر آخرون.
ولكن تبقى الحقيقة الصعبة أن الكلام هو كلام يسوع حرفيا.
كلام الله لا يتغير، ولا يتبدل، ولا يأتيه الباطل لا من أمامه ولا من ورائه? والله يحفظ كلامه، ولا يناقضه?
ابقوا معي إلى المقالة المقبلة لنعرف الحق، وندرك كنه الحقيقة.

يمكن قراءة هذا الانجيل في بشارة متى الفصل15 من الآية 21 إلى الآية 28

دعونا الآن يا أعزائي نلقي الضوء على واقع المرأة اللبنانية والكنعانية أو الفينيقية التي أتت إلى المسيح مستنجدة. يمكننا اختصار وضعها بنقاط أربع:
سؤال شديد، ظروف في الحضيض، اصرار لا يحيد، نعمة تفيض.
سؤال شديد: أتت هذه المرأة وقد ألحت الحاحا شديد في السؤال (اي صلاة نمرة3: وهذا سيقودنا لشرح لماذا لا تستجاب صلاتنا أو 95% من صلاتنا عندما نصلي )
رغم كل ما تعرضت له من صد التلاميذ، وامتحان يسوع لها أصرت على طلبها.
ظروف في الحضيض: هي أولا إمرأة في مجتمع لا يقيم للمرأة وزنا، وهي كنعانية فينيقية تأتي من لبنان إلى اسرائيل حيث يكرهون الشعب الكنعاني ويعتبرونه ملعونا، ابنتها مصابة بمرض خطير لذلك لم تصحبها معها، التلاميذ لم يستقبلوها وطلبوا من الرب أن يصرفها.
اصرار لا يحيدك رغم كل ذلك بقيت مصرة
نعمة تفيض.

في الحلقة المقبلة سنعالج الموضوع وكيف قال لها يسوع:
" لا يُحسن أن يؤخذ خبز البنين فليُلقى إلى صغار الكلاب"

رائع شرحك أبتي، أنا متشوقة جدا لسماع تكملت هذا الشرح، فأرجوك، والله معك.

أشكر السيدة أو الانسة ليلى على تعليقها المفعم باللطف والتقدير، وأعدك أنني سأكمل الموضوع وقد شغلني عنه كل هذه المدة انشغالات رعوية مهمة.

اعتذر من أختي ليلى وغيرها من القراء الكرام على التأخير في اكمال الموضوع الشيق عن قول الرب يسوع " لا يُحسن أن يُطرح خبز البنين ويلقى للكلاب" بسبب انشغالي بتحضير المهرجان السنوي للمأكولات اللبنانية
the festival والذي يقام باسم كنيستنا هنا والذي سيُقام في الأسبوع المقبل وهو يُعد من أكبر المهرجانات التي تقيمها مدينة ريتشمند في ولاية فرجينا الأميركية، وهو يأخذ كل وقتي، وننتظر مشاركة أكثر من تلاثين ألف من الناس فيه.

في قصة المرأة الكنعانية نصان يتكلمان عما حصل، وهما يكملان بعضهما البعض إذ أنهما شهادتان لبشرين، والنص الثاني يأتي في انجيل مرقس الإصحاح7 من الآية 24 إلى الآية 30. وجاء في الآية 24 أن يسوع دخل بيت أحدهم وكان لا يريد أن يعلم به أحداً، وهذا ما يفسر لنا تزمر تلاميذه من هذه المرأة كما ورد في اصحاح متى الاصحاح 15 الآية 23 عندما طلبوا من يسوع أن يصرف هذه المرآة لانها تلج بالسؤال، وهي يبدأ السر بالتوضح، والمثل يقول " متى عُرف السبب زال العجب"، فما الأمر يا ترى?

دأب الرب يسوع على تلمذت تلاميذه ليحملوا الرسالة العظيمة يوم ما، ويقول لهم أن يبشروا العالم كله ويعمدوه باسم الآب وبسمه وبسم الروح القدس. وتعودنا على الرب يسوع أنه في كل مرة يرى تلاميذه لم يفهموا قصده ورسالته ويدركوا ما يريد أن يدركوه من حقيقة ألوهيته كان يوقعهم إما في تجربة شديدة أو امتحان قاسٍ ليخرجوا من بعده مدركين حقية الرب وكنه رسالته السامية التي لا يقدر أحد من البشر على اتمامها. وهذا ما حصل هنا بالظبط.
التلاميذ يتعصبون لدينهم ضد هذه المرأة اللبنانية الكنعانية الصيداوية، فبدأ يسوع بامتحانهم متوجها للمرأة برفض طلبها، مدغدغا شعور تلاميذه قائلاً: " لم أرسل إلا للخراف الضالة من بيت اسرائيل"، وينتظر ردة فعل التلاميذ، لعل واحدا منهم يخرج معترضا ويقول: " يا رب، كيف تقول لنا هذا وتناقض نفسك وأنت القائل: " لي خراف أخرى من غير هذه الحظيرة" فهذه هي خروف من غير حظيرتك، أتعلمنا يا سيد كلاما متناقضاً?!!!
لم يخرج أحداً!! لعل آخر يأتي متسائلا، ومذكرا الرب بقصة إيليا الذي أتى إلى هذه البلاد واقام من الموت ابن المرآة الوثنية فيقول ليسوع: هل ايليا أرحم من رب ايليا?!! ولكن هذا لم يحدث، وبالطبع لا حظ يسوع علامات الارتياح بادية على محيا التلاميذ كأنهم يقولون: " يا لهذا المعلم الرائع المتعصب لشعبه ضد الغرباء".
عند ذلك فجر المسيح قنبلته وقدم الامتحان الثاني الأصعب، قائلا للمرأة التي أطمأن إلى قوة ايمانها به من خلال توسلاتها رغم كل ما أجابها به: "لا يحسن أن يؤخذ خبز البنين ويعطى للكلاب"، مثل يردده اليهود كل يوم، ولكن هل من معترض من التلاميذ?!! لا واحد!! اف أف!! أمعقول!! لا بل هم مسرورون من الرب معتقدين أنه متعصب حقا لشعبه بالجسد ويردد مقولاتهم القاسية.
وكانت الخاتمة السعيدة: المرأة تتشبث بطلبها وتقد جوابا رائعا: " نعم يا رب فصغار الكلاب نفيها تأكل منالفتات المتساقط عن موائد أصحابها"
وكانت النتيحة نتيجتان:
1- فشل ذريع للتلاميذ.
2- نجاح اللبنانية الكنعانية بدرجة الامتياز الكبير حيث أجابها يسوع بكلام لم يقله أبدا إلا للقائد الروماني الوثني : " ما أعظيم ايمانك ايتها المرأة".
لقد اثنى يسوع على إيمانها بل وجعلها قدوة لتلاميذه ولك انسان على وجه الإرض.
" فشفيت اينتها في تلك الساعة"
ومن هنا يسألك اليوم الرب:
ماذا تفعل أنت لو طلبت من يسوع ولم يلب لك طلبك? أتتركه? أتسبه? أتكفر به، أم تعود طالبا متوسلا?!!!
خذ هذه المرأة اللبنانية الكنعانية مثلا لك فتنال كل ما تطلب

في الحلقة القادمة سنتكلم عن سر السامرية ومحاولتها جعل نفسها عالمة بالأمور فنكشف أسرار عديدة عن الرب يسوع.

اشكر الأب كرم على هذا الشرح الممتاز حول هذه الموضوع الذي يثير الكثير من الأسئلة ولقد اقتنعت بهذا الشرح الواضح والجميل. ولي تمنٍ عليك أيها الأب الفاضل، بما أنك لمحت من بعيد عن الصلاة والإلحاح فيها كهذه المرآة الكنعانية، فماذا لو حدثتنا عن الصلاة، وشرحت لنا لماذا لا تُستجاب صلاتنا أحيانا?
أتمنى أن لا أكون أزعجك بطلبي هذا،
والسلام

نزولاً عند رغبة الآنسة ليلى سيكون موضوعنا القادم عن الصلاة، ولماذا لا تستجاب صلاتنا.

» المسيح قام