الصلاة، لماذا لا تُستجاب بعض صلواتنا?!!

كانت الأخت العزيزة ليلى قد طلبت مني موضوعا عن الصلاة وكيف لا تٌستجاب بعض صلواتنا، وقد أخرني عن إجابتها على هذا الطلب العزيز مشاغل رعوية ضاغطة، وهأ أنذا أفي بوعدي، فعذراً يا أختنا العزيزة.
لقد تكلم الإنجيل كثيرا عن الصلاة في مواضيع متعددة، ولكن دعيني آخذ مثلا واحدا يعلمنا كيف نصلي، ويشرح لنا بوضوح لماذا لا تُستجاب بعض صلواتنا.
سآخذ نصا من بشارة متى الفصل 6 من الآية 7-11
سأشدد على الآية التالية:
1- اسألوا تعطوا
2- اطلبوا تجدوا
3- اقرعوا يُفتح لكم.
للوهلة الأولى نظن أن الرب يردد الكلمات ذاتها، ولكن ليست هذه هي الحقيقة، بل لكل كلمة معنى خاصا بها. إنها درجات ثلاث للصلاة، تبدأ ب
أسئلوا: الطلب بسؤال بسيط: " من فضلك أريد كذا وكذا" وقد يُستجاب سؤالك وتنال مبتغاك، ولكن لو قرر الله عدم استجابة سؤالك هذا وهو يريد لك أكثر مما تريده أنت لنفسك، هو يريد لك سعادة التي قد تطلبها أنت فيما لا يأتي بالسعادة (والرب يسوع قال لنا أن السعادة الحقيقية هي " أن يعرفوك أيها الآب ويعرفوا أنك ارسلتني" ما عدا ذلك أوهام بأوهام).، فقد تظنين أن السعادة في المال? ولو كانت كذلك لما حزن صاحب مال، أو في القوة ولو كانت هكذا لما يأس صاحب قوة...
فيرفض استجابتنا بعد السؤال فماذا نفعل. أنيأس، ونكف عن الطلب ( هنا نجد أن الصلاة لم تُستجاب. أنذهب إلى غيره عساه يعطينا، ربما إلى مشعوذ، وضارب مندل، وقاريء بخت، ومؤمن بالكائنات الخرافية كالجن والعفاريت...)
هنا تأتي المرحلة الثانية التي يطلبها منا الرب.
2- "أطلبوا": يدعونا الرب - إذا لم يستجب لنا- إلى الانتقال إلى المرحلة الثانية، اطلب الذي هو سؤال بشدة، فإذا استجاب لك بعد الطلب تم الأمر، وإلا فماذا يكون موقفك، والرب يرى مكامن داخلك، ويعرب سر أسرارك الذي قد لا تعرفيه أنت. هل تذكرين يا عزيزتي ليلى التجربة التي أوقع الرب بها تلاميذه عندما لم يدركوا سر لاهوته في معجزة تكثير الخبر والسمك، فأجبرهم إلى الذهاب إلى البحر وارسل لهم عاصفة هوجاء ولم يأت إليهم إلا مع طلوع الفجر، أي في توقيته هو لا في توقيتهم هم، سيأتي أو سيستجيب ولكن ساعة يشاء هو، وقد يؤخر استجابته بعد الطلب والسؤال بشدة فماذا نفعل?
نيأس. ننفعل. نهرب. ( هل تسألين لما لا تُستجاب بعد الصلوات خاصة لمن ياس وكف عن الطلب)
وتأتي المرحلة الحاسمة:
3- "اقرعوا": لم يقل دقوا، ففي السؤال والطلب دققنا، جاء دور القرع أي الدق بشدة " التخبيط على الباب". لماذا لم نتركه.
مرة كان الرب يسوع يكلم الجموع عن جسده ودمه فثقُل عليهم الكلام وذهبوا، فسأل تلاميذه: لماذا لا تذهبون أنتم" فأجاب بطرس: " إلى مَن نذهب يا رب وعندك كلام الحياة الأبدية". يدعونا الرب إلى القرع لآنه إذا لم يعطينا علينا أن نؤمن أن لا أحد في الكون قادر أن يعطينا، لذا لا نتركه حتى يعطينا وهو سيعطينا. تذكري الكنعانية التي امتحنها يسوع وبلهجة قوية وظلت متمسكة به فنالت ابنتها الشفاء ،كان امتحانا قاسيا أثيتت من خلاله جدارتها، فنالت غايتها مع شهادة امتياز وجعل يسوع ايمانها مثالا لنا) فلو كان يسوع يرفض أعطاءها ما تطلب لما كانت هناك قوة في الكون تجبره على ذلك. تمسكي بيسوع ولا تتركيه، قول له: لن أتركك حتى تعطيني ما أطلب( بالطبع أنت لا تطلبين الشر) وسيعطيك.
وتذكري أن إلهنا محبة.
واستودعكِ سلام الرب.

شكرا يا أب حنا على هذا الشرح الرائع والمفيد

» لماذا الرحيل
» لماذا ربح أوباما وخسر ماكين
» لماذا قررت الاشتراك بهذا المنتدى?