قصيدة عصماء للأستاذ الياس طراد

الأستاذ إلياس طراد، أديب وشاعر من قرية برحليون. هو شاعر من الطراز الرفيع وأديب تشهد له المنابر اللبنانية قوة الكلمة واختيار العبارة المناسبة، والطلاقة المتينة، هو محامٍ لامع، واستاذ جامعي عشق قريته، وأحب تراثها، وكان لها موقع هام في ذاكرته وشعره وأدبه. أحب لبنان " قطعة من سماء" وأعطاه من نضاله الكثير الكثير. أحب الخورأسقف يوحنا طراد محبة الابن لأبيه وخاصة لما مثله من عمل رسولي وتفانٍ قل نظيرهما.
نظم الأستاذ طراد هذه القصيدة العصماء تكريما للخورسقف يوحنا طراد، وشاءت بعض الظروف في عدم إقامة الحفلة التي كانت مقررة لتكريم الكاهن الجليل.
تم نشر هذه القصيدة في كتاب " بلدتنا والسماء"، وهو كتاب تكلم عن كهنة برحلوين وخص صفحات خاصة للخورسقف طراد.

رُدَّ السؤال فلا لوم ولا عتبُ == مَن نكرم اليوم نجمٌ ساطعٌ قُطُبُ
إن ساورتك طنون في تألقِهٍ == فالأرض تشهدُ، إن أنكرت، والشًُهُبُ
نور الحقيقةِ فيضٌ من منائرِهِ== تبددت دونه الأنوار واللهَبُ
عرفُ الطهارة فوح من أزاهره== يوزع الطيبَ، لا مَنٌّ ولا طلبُ
شعُّ القداسة دفقٌ من مناهله == تقوى النفوسُ بها، أحيانَ تكتئبُ
حُبُّ العطاء قليلٌ من فضائلهِ == والناس، لا فرق، إذ يُعطي وإذ يَهَبُ
محبة الغير انجيل يرددهُ == كما الصلاة، لا حقدٌ ولا غضبٌ
الزهد نبضُ حياةٍ في تعبده == بالله أثرى، فلا ملكٌ ولا ذهبُ
وللتواضع فعل في مسيرته == هذي، دليلٌ، لمن تعلو به الرتبُ
بشائر العيد بعضٌ من بشائرهِ== إذا يُطل يزول الهم والكربُ

يا راعي الدين، تُعلي مجد رايتهِ == والخلقُ في ظلماتِ الشك يضطربُ
أوقفت عمرك،حقل الرب تزرعُهُ == وأنت في الحقلِ، لا وهن ولا تعبُ
تجِدُّ، تسعى، ففعل الخير مكرمةٌ== لا حمد تطلبُ جراها، ولا أربُ
تناصر الحق، تهدي الناس قاطبةً== تروض البحر والأمواج تصطخبُ
تقاوم الشر، جيش الكفر تقهرُهُ== كالبرد تنزلُ والنيران تلتهبُ
تبلسم الجرح فالملكومُ في دعةٍ== لا خوفَ، لا يأسَ، ما حلت به النوبُ
تكفكف الدمعَ والأحزان نازلةٌ == ونحن في بؤسنا نشقى وننتحبُ
تكافحُ الجهلَ فالآفاق مشرعةٌ == والعلم نورُ، فلا سدٌّ ولا حُجُبُ
تبني الكنائسَ، بالإيمان تدعمُها== أضحت صروحاً تعالت فوقها القببً
وتنثرُ البُشرَ أقماراً مشعشعةً == والكونُ تغمُرُهُ الويلاتُ والحربُ

أحبتَ لبنانَ، قلبُ الله، منذ فتحت == عيناكَ فيه، ومذ أن رفرفتُ هُدُبُ
أحببت قريتنا... أم تهدهدُها == نِعمَ العطاء لها المجدُ والحسبُ
في العين في القلب فوق الكف تحملها== ذخراً يُصانُ، كما أبناؤها النجبُ
هم الأباةُ فما لانت عزائمهم == يوماً لعسفٍ، وما ذلوا وما غُلبُوا
الثائرون إذا اهتزت كرامتهُم == والذائدونَ إذا الأخطارُ تقتربُ
إن استثيروا فإن الساح ساحُهُمُ== أسدٌّ إذا نزلوا، جن إذا ركبوا
على المكاره والأهوال ما صبروا== وللمروؤات حُراسٌ إذا طلبوا
عونٌ على الظلمِ إن هبت عواصفه== حُشدٌ على الحق يوم الحق يُغتصبُ

إن كان يجمهُهم حبٌّ لقريتهم == فأنت في البال إن قالوا وإن كتبوا
خلف البحار هنا في كل مفترقِ == سيَان إن وجدوا فيها أو اغتربوا
تحلقوا حولها، والمجد شاهدُهُم== من أجل عزتها الأشعارُ والخُطَبُ

إن ينكر البعض ما جسّدتَ من قيمِ== في عالم الدين والدنيا، فما العجبُ
والناس، من قِدَم، أسرى مطامعهم== حقدٌ وغدرٌ، وربُّ الكون قد صلبوا
فاعذر جهالتهم، وارحم ضلالتهم == بارك إذا لعنوا، سامح إذا ارتكبوا
فأنت مَن أنت? أياتٌ معلقةٌ == هامت بأوصافها، الأقلام والكتُبُ

» الياس جرجوره والبحر
» رثاء الياس داغر
» الاب الياس زحلاوي" إلى قداسة البابا
» وهبي عيس طراد
» شكر للاستاذ سليمان طراد