المعلقات

موضوع: المعلقات الجمعة أغسطس 22, 2008 2:52 pm

أعذائي القراء في منتدى برحليون المحترم قررت أن أبدا بموضوع شيق في مجال الشعر، وهو دراسة ملخصة عن المعلقات، تضعنا أمام شعر رائع من العصر الجاهلي، شاكرين للأستاذ سليمان ومنتداه البرحليوني الكريم اتاحة هذه الفرصة السانحة أمامنا.

ما زلنا ننتظر على أحر من الجمر دراسة الآنسة ليلى حول موضوع المعلقات، ولم تأتٍ هذه الدراسة حتى الآن، ومع ذلك فإننا نعذر الآنسة ليلى بسبب انشغالاتها في أعمالها، وسفرها الدائم كما ظهر ذلك في كلامها.

ولكني بعد الإذن منك آنستي دعيني أطرح بعد المفاتيح الجديدة حول هذه المعلقات ربما ستعلق الكثير من المفاهيم حولها، وبما تكون جريئة إلى حد ما.

أكدت دراسات عديدة أخصها للدكتور طه حسين أن المعلقات ليست لأصحابها كما هو متعارف عليه، وإنما نسبت إليهم في زمن متأخر لأهداف إما سياسية أو اقتصادية أو دينية.
تغيب من المعلقات الحالة الدينية العاطفية المسيطرة على الإنسان الماضي غيابا كليا، وإذا بالشعرالجاهلي يعجز عجزا كليا عن تصوير الحياة الدينية أو الإجتماعية في أي جانب من جوانبها ولا نجد شيئا من ذلك في شعر امرئ القيس أو طرفة أو عنترة وغيرهم.
لقد كان العرب قبل ظهور الإسلام أمة راقية جدا، لها اتصالات عديدة بالشعوب الآخرى كالفرس والروم والحبش والهند إن بواسطة التجارة أو بطرق أخرى مختلفة، وقد كانوا يعون كثيرا في المجادلات الدينية وهذا ما تدل عليه الكتب الدينية المتعددة رغم وجود الطبقة العامة الغليظة الجاهلة التي قيل فيها أن " الأعراب أشد كفراً".

وهناك الكثير الكثير الذي أحب ان أتطرق إليه في الشعر الجاهلي قد يقلب بعض المفاهيم السائدة، ولكنني أنتظر رد الأستاذة ليلى ومواضيعا التي تتطرق إليها عندما تسنح لها الفرصة بذلك، والسلام.

موضوع: رد: المعلقات الخميس أكتوبر 02, 2008 10:41 pm

أهنؤك يا أبونا على هذه الدراسة، ولا بد أنك ضليع في الأدب كما أنت ضليع في الفلسفة، وقوي الحجة في اللاهوت. ولك مني وعد، بعد التفرغ من شؤون وشجون الأعمال التي تجبرني على السفر إلى الخارج أن أعالج معك هذا الموضوع الشيق للإضاءة على جوانب مهمة فيه.
أعجبتني جدا ملاحظاتك القمية، وشكرا على هذا الأدب الرفيع.

موضوع: رد: المعلقات الإثنين أكتوبر 06, 2008 3:53 am

على حافة الطريق الثانية ألتقى واستاذنا الكبير أبونا حنا في دراسة فلسفية تأخذ بعين الاعتبار البعد الانتربولوجي للمعلقات، تاركة للآب حنا التعبير عن وجهة نظره حول هذه المعلقات، المتأثرة بأدبيات الأديب المصري الكبير طه حسين.

أود البدء بأمرؤ القيس الذي يعتبر بين شعراء المعلقات أنه الوحيد من العرب الأقحاح أي القحطانيين.

فأمرؤ القيس يعتبر جليل النسب من ناحية الآب والام على حد سواء، وقد تأثر بخاله المهلهل الذي هو ركيزة بنية القصيدة العربية
أما اسم أمرء القيس الذي يعتبر هذا لقبا له فهو حسب بعض اللغويين هو " حُندُج"، كان والده يثدعى حُجر بن عمرو، الذي قُتل في فتنة رهيبة، فبدأت مع موته محنة أمرؤ القيس، الذي انتقم لقتلة أبيه، وطارد من بقي منهم مستعينا بجنود الروم الذي دبر له ملكهم مكيدة قضت عليه.
حاول الرواة اسباغ الطابع الأسطوري على امرء القيس والمغالات في أحداث حياته..

لقد اسلفنا أن أمرؤ القيس هو الشاعر الوحيد بين شعراء المعلقات الذي ينتسب إلى قحطان، وأم البقية فتنتسب إلى العرب المستعربة أي عدنان، ما عدا اثنان ينتسبان إلى بكر هما طرفة بن العبد والحارث بن حلزة. وكان عنترة بن شداد قيسي مضري... أما الشاعر الذي تتشابه مواضيع معلقته مع معلقة أمرؤ القيس هو عنترة بن شداد من حيث الفروسية النادرة،والشجاعة الخارقة، ومعاناة العبودية... لقد تضارب المحدثون في سيرة وحياة أمرؤ القيس وقيل أنه مات قبل الإسلام ب 61 سنة.

وتبقى كلمة في أن بنيات وأدب المعلقات تنفي عنها أن تكون من الشعر الجاهلي، وتبرز ظلم هذه التسمية، وأنها آتية من عصر آخر.

موضوع: رد: المعلقات الأحد أكتوبر 12, 2008 10:53 pm

عن أمريء القيس
ا بالنسبة للإديب المصري الكبير طه حسين يرى أن أمريء القيس هو شخصية وهمية استحدثها القصاص وأعطاها شخصية الملك الضليل، واستحدثوا له قصة المطالبة بثائر أبيه وكانوا يلمحون من بعيد ضد حكم بني أمية في ذلك العهد الغابر.
أما بالنسبة لشعر أمريء القيس فاعتبره الأديب طه الحسين أنه شعر اسلامي لا جاهلي منسوب لهذه الشخصية الوهمية التي اسمها امريء القيس.
ثم يربط أديبنا الكبير بين شخصية أمريء القيس وشخكية هوميروس الأسطورية، ويرى تشابها كبيرا بينها. يقول طه حسين:" ونحن نذهب هذا المذهب نفسه في تفسير هذه الأخبار والأشعار التي تمس تنقُّل امرئ القيس في قبائل العرب . فهي محدَثة انتحلت حين تنافست القبائل العربية في الإسلام وحين أرادت كل قبيلة وكل حي أن تزعم لنفسها من الشرف والفضل أعظم حظ ممكن . وقد أحس القدماء بعض هذا ؛ فصاحب الأغاني يحدّثنا أن القصيدة القافية التي تضاف إلى امرئ القيس على أنه قالها يمدح بها السموءل حين لجأ إليه منحولةُ نحلها دارم بن عقال ".
أما في قصيدة " قفا نبكي من ذكر حبيب ومنزلي..." فيرى فيها الأديب طه أنها مخالفة للغة أو لهجة موطن أمريء القيس، إذ أنه يمني أما شعره فقرشي اللغة،ولا فرق بينه وبين لغة القرآن، أي أن أمريء القيس يمني، وشعره حجازي، ولغة اليمن هي غير لغة الحجاز فكيف نظم اليمني شعرا بلغة الحجاز?!! خاصة أن لغة قريش لم تكن اللغة السائدة في كل البلاد في ذلك العصر ولم تنتشر إلا في القرن السادس للميلاد.
يسأل طه حسين سؤالا مهما: أن النسابون نسبوا امريء القيس إلى أنه ابن أخت كليب والمهلهل ابني ربيعة، الذي خاضا حربا ضروسا هي حرب البسوس، فلما لا نجد أي ذكر لا من قريب ولا من بعيد في قصيدة امرئ القيس عن مقتل خاله كليب?!! ولا إلى بلاء خاله مهلهل?!!! ولا إلى هذه المحن التي أصابت أخواله من بني تغلب ، ولا هذه المآثر التي كانت لأخواله على بنى بكر ?!!!

وللحديث تتمة

موضوع: رد: المعلقات الإثنين أكتوبر 13, 2008 3:42 pm

أعجبني كثيرا هذا الموضع عن المعلقات بين حنا وليلى وأنا انتظر رد الآنسة ليلى المتواجدة معي الآن في هذا المنتدى، والتي حاولت الآتصال بها مباشرة لأعبر لها عن تقديري لما تكتبه وتبدي رأيها به، ولكنني لم أفلح في ذلك لسبب تقني ما.
فسلامي لك، وتحية صادقة.

امرؤ القيس

أحد شعراء العصر الجاهلي اسمه كاملاً امرؤ القيس بن حجر بن

الحارث الكندي من قبيلة كندة القحطانية، ولد عام 130 ق0هـ - 496م بنجد، يعتبر امرؤ القيس من أشهر شعراء العرب على الإطلاق، كان يماني الأصل، وكان والده ملك أسد وغطفان ووالدته فاطمة أخت المهلهل الشاعر وكليب من سادة تغلب، وابن عمته عمرو بن هند ملك الحيرة.

عرف عن امرؤ القيس غرامه بالشعر منذ أن كان صغيراً، فكان دائماً ما يحب حياة اللهو واللعب هذا الأمر الذي لم يعجب والده فقام بإبعاده إلى حضر موت وهو في العشرين من عمره حيث أهله وعشيرته، أخذ امرؤ القيس في التنقل واللهو والسكر، حتى بلغه خبر مقتل والده حيث ثار عليه بنو أسد وقتلوه فقال " رحم الله أبي، ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيرا، لا صحو اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر، ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد، وقال في ذلك شعراً كثيراً".

معلقته الشهيرة

عرف امرؤ القيس بمعلقته الشهيرة التي قال في مطلعها " قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل " مما قيل عن هذه المعلقة أنها الأولى بين المعلقات في الشعر الجاهلي، وقد حظت بإعجاب العديد من الشعراء والرواة اللذين جعلوها في مقدمة كتبهم، كما نالت الكثير من الاهتمام من قبل الدارسين والمحدثين من العرب والمستشرقين وتم ترجمتها لعدد من اللغات.

أسلوبه الشعري

قدم أمرؤ القيس العديد من القصائد الشعرية والتي تنوعت ما بين الغزل والفخر، ووصف الطبيعة والشكوى والمدح والهجاء والرثاء، وإن ساد الغزل وبرز في أغلب أشعاره، وقد وصل في شعره إلى أن أصبح من شعراء الطبقة الأولى في العصر الجاهلي، ونذكر من هؤلاء الشعراء كل من زهير والأعشى، والنابغة الذيباني وغيرهم.
تمتع امرؤ القيس بخصائص فنية في شعره جعلته يبرز ويتفوق بين أقرانه من الشعراء فقدم العديد من الأشعار المختلفة والتي وصل إلينا منها الكثير.
توفى أمرؤ القيس بالقرب من أنقرة عام 80 ق.هـ - 544 م.
لَعَمرُكَ ما قَلبي إِلى أَهلِهِ بِحُر
وَلا مُقصِرٍ يَوماً فَيَأتِيَني بِقُر
أَلا إِنَّما الدَهرُ لَيالٍ وَأَعصُرِ
وَلَيسَ عَلى شَيءٍ قَويمٍ بِمُستَمِر
لَيالٍ بِذاتِ الطَلحِ عِندَ مُحَجَّرِ
أَحَبُّ إِلَينا مِن لَيالٍ عَلى أُقَر
أُغادي الصَبوحَ عِندَ هِرٍّ وَفَرتَنى
وَليداً وَهَل أَفنى شَبابِيَ غَيرُ هِر
إِذا ذُقتُ فاهاً قُلتُ طَعمُ مُدامَةٍ
مُعَتَّقَةٍ مِمّا تَجيءُ بِهِ التُجُر
هُما نَعجَتانِ مِن نِعاجِ تِبالَةِ
لَدى جُؤذَرَينِ أَو كَبَعضِ دُمى هَكِر
إِذا قامَتا تَضَوَّعَ المِسكُ مِنهُما
نَسيمَ الصَبا جاءَت بِريحٍ مِنَ القُطُر
كَأَنَّ التُجارَ أُصعِدوا بِسَبيئَةٍ
مِنَ الخِصِّ حَتّى أَنزَلوها عَلى يَسَر