من قصائد الشعراء

ابيات ثائرة لشاعر القطرين خليل مطران"
" شـرِّدُوا أَخْـيَـارَهَـا بَحْراً وَبَرا
وَاقْـتُـلـوا أَحْرَارهَا حُرّاً فَحُرَّا
إِنَّـمـا الـصَّـالِـحُ يَـبْقَى صَالِحاً
آخِـرَ الدَّهْرِ وَيَبْقَى الشَّرُّ شَرَّا
كَـسرُوا الأَقْلامَ هَلْ تَكْسِيرُهَا
يَمْنَعُ الأَيْدي أَنْ تَنْقُشَ صَخْرَا
قَـطِّـعُـوا الأَيْـديَ هَـلْ تَقْطِيعُها
يَـمنَعُ الأَعْيُنَ أَنْ تَنْظُرَ شَزْرَا
أَطْـفِـئُوا الأَعْيُنَ هَلْ إِطْفَاؤُهَا
يَمْنَعُ الأَنْفَاسَ أَنْ تصْعَدَ زَفْرَا
أَخْـمِـدُوا الأَنْفَاسَ هَذَا جُهْدُكمْ
وَبِـه مَـنْـجـاتُـنَـا مِـنْكُمْ فَشكْرَا"

رثاء الشاعر خليل مكران لبزرجمهر وزير كسرى الذي غضب منه لقوله الحق، فأمر بقتله أمام الرجال الخائفة، حتى انبرت فتاة وخلعت حجابها ولما استفسر كسرى عن هذا الأمر المسين قالت له: لأنه لم يعد هناك رجال:

سَجَدُوا لِكِسْرَى إِذْ بَدَا إِجْلاَلاَ == كَسُجُودِهِمْ لِلشَّمْسِ إِذْ iiتَتَلاَلاَ
يَا أُمَّةَ الْفُرْسِ الْعَرِيقَةَ فِي الْعُلَى == مَاذَا أَحَالَ بِكِ الأسُوُدَ iiسِخَالاَ
كنْتُمْ كِبَاراً فِي الْحُرُوبِ أَعِزَّةً == وَالْيوْمَ بِتُّمْ صَاغِرِينَ iiضِئَالاَ
عُبَّاد كِسْرَى مانِحِيهِ نُفُوسَكُمْ == وَرِقَابَكُمْ وَالعِرْضَ وَالأَمْوَالاَ
تَسْتَقْبِلُونَ نِعَالَهُ بِوُجَوهِكُمْ == وَتُعَفِّرُونَ أَذِلَّةً iiأَوْكَالاَ
أَلتِّبْرُ كِسْرَى وَحْدَهَ فِي فَارِسٍ == وَيَعُدُّ أُمَّةَ فَارِسٍ iiأَرْذَالاَ
شَرُّ الْعِيَالِ عَلَيْهِمُ وَأَعَقُّهُمْ == لَهُمُ وَيَزَعُمُهمْ عَلَيْهِ عِيَالاَ
إِنْ يُؤْتِهِمْ فَضلاً يَمُنَّ وِإِنْ iiيَرُمْ == ثَأَراً يُبِدْهُمْ بِالْعَدُوِّ قِتَالاَ
وَإِذَا قَضَى يَوْماً قَضَاءً iiعَادِلا == ضَرَبَ الأَنَامُ بِعَدْلِهِ iiالأَمْثَالاَ
يَا يَوْمَ قَتْل بُزَرْجُمَهْرَ وَقَدْ أَتَوْا == فِيهِ يُلَبُّونَ النِّدَاءَ iiعِجَالاَ
مُتَأَلِّبِينَ لِيَشْهَدُوا مَوْتَ الَّذِي == أَحْيَا البِلاَدَ عَدَالَةُ وَنَوَالاَ
يُبْدُونَ بِشْراً وَالنَّفوسُ كَظِيمَةٌ == يُجْفِلْنَ بَيْنَ ضُلُوعِهِمْ إِجْفَالاَ
تَجْلُو أَسِرَّتَهُمْ بُرُوقُ مَسَرَّةٍ == وَقُلُوبُهُمْ تَدْمَى بِهِنَّ نِصَالاَ
وَإِذَا سَمِعْتَ صِيَاحَهُمْ وَدَوِيَّهُمْ == لَمْ تَدْرِهِ فَرَحاً وَلاَ iiإِعْوَالاَ
وَيَلُوحُ كِسْرَى مُشْرِفاً مِنْ قَصْرِهِ == شَمْساً تُضِيءُ مَهَابَةً وَجَلاَلا
شَبَحاً لأُرْمُوزَ العَظِيمِ مُمَثِّلاً == مَلِكاً يَضُمُّ رِدَاؤُهُ iiرِئْبَالاَ
يزْهُو بِهِ العَرْشُ الرَّفِيعُ كَأَنَّهُ == بِسَنَى التَّكَبُّرُ فِي ذُرَاهُ iiمِثَالاَ
وَكَأَنَّ شُرْفَتَهُ مَقَامُ عِبَادَةٍ == نُصِبَ التَّكَبُّرُ فِي ذُرَاهُ مِثَالاَ
وَكَأَنَّ لُؤْلُؤَةً بِقَائِمِ سَيْفِهِ == عَيْنٌ تَعُدُّ عَلَيْهِمُ iiالآجَالاَ
مَا كَانَ كِسْرَى إِذْ طَغَى فِي قَوْمِهِ == إِلاَّ لِمَا خَلُقُوا بِهِ فَعَّالاَ
هُمْ حَكَّمُوهُ فَاسْتَبَدَّ تَحَكُّماً == وَهُمُ أَرَادُوا أَنْ يَصُولَ iiفَصَالاَ
وَالجَهْلُ دَاءٌ قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ == فِي الْعالَمِينَ وَلاَ يَزَالُ iiعُضَالاَ
لوْلاَ الجَهَالَةُ لَمْ يَكُونُوا كُلُّهُمْ == إِلاَّ خَلاَئِقَ إِخْوَةٍ iiأَمْثَالاَ
لَكِنَّ خَفْضَ الأَكْثَرِينَ جَنَاَحَهُمْ == رَفَعَ المُلُوكَ وَسَوَّدَ iiالأَبْطَالاَ
وَإِذَا رَأَيْتَ المَوْجَ يَسْفُلُ بَعْضُهُ == أَلْفَيْتَ تَالِيَهُ طَغَى iiوَتَعَالَى
نَقْصٌ لِفِطْرَةِ كُلِّ حَيٍ لاَزِمٌ == لاَ يَرْتَجِي مَعَهُ الْحَكِيمُ كَمَالاَ
وَإِذَا اسْتَوى كِسْرَى وَأَجْلَسَ دُونَهُ == قُوَّادَهُ الْبُسَلاَءَ وَالأَقْيَالاَ
صَعِدَتْ إِلَيْهِ مِنَ الْجَمَاعَةِ صَيْحَةٌ == كَادَتْ تُزَلْزِلُ قَصْرَهُ زِلْزَالا
وَإِذَا الوَزِيرُ بُزَرْجُمُهْرُ يَسُوقُه == جَلاَّدهُ مُتَهَادياً مُخْتالا
وَتَرُوحُ حَولَهُمَا الْجُمُوعُ وَتَغْتَدِي == كَالمَوْجِ وَهْوَ مُدَافَعٌ يَتَتَالَى
سَخِطَ المَلِيكُ عَلَيْهِ إِثْرَ نَصِيحَةٍ == فَاقْتَصَّ مِنْهُ غَوَايَةً iiوَضَلاَلاَ
أَبُزَرْجُمُهْرَ حَكِيمُ فَارِسَ وَالْوَرَى == يَطَأُ السُّجُونَ وَيَحْمِلُ الأَغْلاَلاَ
كِسْرَى أَتُبْقِي كُلَّ فَدْمٍ غَاشِمٍ == حَياً وَتُرْدِي الْعَادِلَ iiالمِفْضَالاَ
وَتَدُقُّ فِي مَرَأَى الرَّعِيَّةِ عُنْقهُ == لِيَمُوتَ مَوْتَ المُجْرِمِينَ iiمُذَالاَ
أَيْنَ التَّفَرُّدُ مِنْ مَشُورَةِ صَادِقٍ == وَالحُكْمُ عْدَلُ مَا يَكُونَ iiجِدَالاَ
إِنْ تَسْتَطِعْ فَاشْرَبْ مِنَ الدَّمِ خَمْرَةً == وَاجْعَل جَمَاجِمَ عَابِدِيكَ iiنِعَالاَ
وَاذْبَحْ وَدَمَّرْ وَاسْتَبِحْ أَعْراضَهُمْ == وَامْلأَ بِلاَدَهُمُ أَسىً iiوَنَكَالاَ
فَلأَنْتَ كِسْرَى مَا تَرَى تَحْرِيمَهُ == كَانَ الحَرَامَ وَمَا تُحِلُّ iiحَلاَلاَ
وَلَيُذْكَرَنَّ الدَّهْرَ عَدْلُكَ بَاهِراً == وَلْتُحْمَدَنَّ خِلاَئِقاً iiوَفِعَالاَ
لَوْ كانَ فِي تِلْكَ النِّعَاجِ مُقَاوِمٌ == لَك لَمْ تَجِيءْ مَا جِئْتَهُ اسْتِفْحَالاَ
لكِنْ أَرَادَتْ مَا تُرِيدُ مُطِيعَةً == وَتَناوَلَت مِنْكَ الأَذى iiإِفضَالا
نَادَاهُمُ الْجَلاَّدُ هَلْ مِنْ شَافِعٍ == لِبُزَرْجُمهْرَ فَقالَ كُلٌّ لاَ لاَ
وَأَدَارَ كِسْرَى فِي الجَمَاعَةِ طَرْفهُ == فرَأَى فَتَاةً كَالصَّبَاحِ iiجَمَالاَ
تَسْبِي مَحَاسِنُهَا الْقُلُوبِ وَتَنْثَنِي == عَنْهَا عُيُونُ النَّاظِرِينَ iiكَلاَلاَ
بِنْتُ الوَزِيرِ أَتتْ لِتشْهَدَ قَتْلهُ == وَتَرَى السَّفَاهَ مِنَ الرَّشَادِ iiمُدَالاَ
تَفْرِي الصُّفُوفَ خَفِيَّةً مَنْظُورَةً == فَرْيَ السَّفِينَةِ لِلحِبَابِ iiجِبَالاً
بَادٍ مُحَيَّاهَا فَأَيْنَ قِنَاعُهَا == وَعَلاَمَ شَاءَتْ أَنْ يَزُولَ فَزَالاَ
لاَ عَارَ عِنْدَهُمْ كَخَلْعِ نِسائِهِمْ == أَسْتَارَهُنَّ وَلَوْ فَعَلْنَ iiثَكَالَى
فَأَشَارَ كِسْرَى أَن يُرَى فِي أَمْرِهَا == فَمَضَى الرَّسُولُ إِلى الفَتَاةِ iiوَقَالا
مَوْلاَي يَعْجَبُ كَيْفَ لَمْ تَتَقَنَّعِي == قَالَتْ لَهُ أَتَعَجُّباً iiوَسُؤَالاَ
أُنْظُرْ وَقَدْ قُتِلْ الحَكِيمُ فَهَلُ تَرَى == إِلاَّ رُسُوماً حَوْلَهُ وَظِلاَلاَ
فَارْجِعْ إِلَى المَلِكِ الْعَظِيمِ وَقُلْ لَه == مَاتَ النَّصِيحُ وَعِشْتَ أَنْعَمَ iiبَالاَ
وَبِقيِتَ وَحْدَكَ بَعْدَهُ رَجُلاً فَسُدْ == وَارْعَ النِّسَاءَ وَدَبِّرِ الأَطْفَالاَ
مَا كَانِتِ الْحَسْنَاءُ تَرْفَعُ سِتْرَهَا == لَوْ أَنَّ فِي هَذِي الجُمُوعِ iiرجَالاَ

يقول الشاعر

تدفق في البـطـحـاء بعد تبهطلِ
وقعقع في البيداء غير مزركلِ ‏

وســار بأركان العقيش مقرنصاً
وهام بكل القارطات بشنكــلِ ‏

يقول وما بال البـحاط مـقرطماً
ويسعى دواماً بين هك وهنكـلِ‏

إذا أقـبـل البعـراط طاح بهمةٍ
وإن أقرط المحطوش ناء بكلكلِ‏

يصيرعلى فرط الحطيـف مُبقبـقاً
ويضرب ما بين الهماط وكندلِ‏

فيا أيها البغقوش لسـت بقاعـدٍ
ولا أنت في كل البحيص بطنبلِ‏

معاني الكلمات

‏ تبهطل : أي تكرنف في المشاحط

المزركل : هو كل بعبيط أصابته فطاطة

العقيش : هو البقس المزركب

مقرنطاً : أي كثير التمقمق ليلاً

البحطاط : أي الفكاش المكتئب

مقرطماً : أي مزنفلاً

هك : الهك هو البقيص الصغير

البعراط : هو واحد البعاريط وهو العكوش المضيئة

أقرط : أي قرطف يده من شدة البرد‏

المحطوش : هو المتقارش بغير مهباج

يبقبق : أي يهرتج بشدة

الهماط : هي عكوط تظهر ليلاً وتختفي نهاراً

الكندل : هو العنجف المتمارط

البغوش : هو المعطاط المكتنف

البحيص : هو وادٍ بشمال المريخ

الطنبل : هو البعاق المتفرطش ساعة الغروب‏

وبعد هذا الشرح المفصل للألفاظ والكلمات،
نود أن نذكر أن قائل هذه الأبيات هو

الليث بن فأر الغضنفري،

وكان شاعراً فطحلاً،
روى الشعر وهو ابن عشرة أيام

بصراحه مافي أروع منها وخاصة البيت اللي قبل الأخير كلماته روووعه..!! __________________

وطنـي غربتـي .... وشــعري زمـاني

» صفحة الآنسة ليلي
» نوادر الشعراء
» أظرف الشعراء
» قصائد غزل
» ثلثى قصائد شعر غير موزون